رمضان هل هلاله، يا بخت من مُد في عمره و ناله، الجنة زهرته و النور بستانه، لم أر من بين الأشهر أمثاله، طوبى لمن غنم السعادة وصانه، طوبى لمن أثث بالعبادة أوقاته، أحيى ليله وصام نهاره..
اللهم لك الحمد على نعمة الإيمان، و لك الحمد أن بلغتنا رمضان، شهر الصيام و القرآن، شهر الرحمة و الغفران، شهر الأجر العظيم و العتق من النيران..
مرحا بك يا شهرا تنزل فيه الفرقان، شهرا كان نبينا يتذاكر فيه القرآن كل ليلة مع جبريل عليهما السلام. فمن منا يتأسى بالرسول عليه الصلاة و السلام و يحيي الشهر بذكر ربه و بالقرآن، من منا يشد المئزر و يعقد العزم و يخلص النية و يسعى للفوز بالقصور و الجنان، من منا يحيي كلاما عجبت لسماعه الإنس و الجان، من منا يعجل الخطى ليكون من عباد الرحمان و يفوز بالرضوان، من منا يسارع لجنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين، من منا يختم الختمة تلو الختمة مع حسن الفهم و التدبر، ينطلق في شعاب الأرض كالريح المرسلة، يسمع قول ربه : " وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ" فيمُد أيدي الخير هنا و هناك، فتراه يعود المريض و يتصدق بالغالي و الرخيص و يمسح على رأس اليتيم و يمشي في الجنازة و يأخذ من الرفث و الغضب إجازة، يصون الأمانة، يرسم على وجهه ابتسامة، يصبر على الإيذاء و يقول سلاما إذا خاطبه الجهلاء...
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة " (رواه البخاري)
"وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى"
من منا يأخذ هذه الكلمات الخالدات لسيدنا موسى ذا العزم من الرسل و يجعلها شعاره في رمضان بل دستور حياته، البسي الحجاب و قولي "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى"... أقلع عن التدخين، باشر بالصلاة، بكر إلى المسجد، اركع و اسجد وقل "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى" .. تعرف على القرآن، كفاك جهلا بكتاب الرحمان تبحر في هذا البستان و قل "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى"، اصبر على الصلاة و الصيام و القيام لأجل "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى"، لنعش رمضان و كأنه آخر شهر في حياتنا، لنحيا بالقرآن و لنبصر بنور الرحمان فقد..
مضى عهد النوم يا خديجة !
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( في الجنّة ثمانية أبواب ، فيها باب يُسمى الريّان ، لا يدخله إلا الصائمون ) رواه البخاري ، وزاد النسائي : ( فإذا دخل آخرهم أُغلق ، من دخل فيه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا )
فماذا بعد هذا يا إخوان ؟ نرفع أيدينا بالضراعة، نتمسك برباط السنة و الجماعة، نقلع عن الذنوب ونتوجه إلى الطاعة فرب صائم ليس له من صيامه سوى الجوع و العطش. اللهم نعوذ بك أن نكون جائعين اللهم اجعلنا من الصائمين الصابرين القانتين، اللهم نسألك رضاك و الجنة و نعوذ بك من سخطك و النار، اللهم اعتق رقابنا في رمضان و بلغنا الفردوس الأعلى من الجنة يا ذا الجلال و الإكرام !
رمضان كريم و كل عام و أنتم إلى الله أقرب، نلتقي إن شاء الله في العيد..
2 تعليقات:
آمين. بارك الله فيك أخت بريما وثبتك على دينه.
ملاحظة: الأغلب أن "مضى عهد النوم يا خديجة" ليس بحديث والله أعلم، وقيل ورد في كتاب الضلال لسيد قطب ولم يرد في غيره.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4939
وهذا رابط للتثبت من صحة الحديث
http://www.dorar.net/enc/hadith?skeys=+%D8%AE%D8%AF%D9%8A%D8%AC%D8%A9+&xclude=°ree_cat0=1
بارك الله فيك أخي و جزاك الله خيرا على التثبت، أنا عن نفسي لست متأكدة إن كان هذا حديثا أم لا لكني سمعت الشيخ هاني حلمي مثلا يقوله، و لذلك وضعت الجملة بدون ظفرين لأن المعنى يعجبني .. و الله أعلم
:)
إرسال تعليق